بين الحياة العمليّة و الحياة الأسريّة : كيف تدعم الشركات موظفيها في دولة الإمارات؟

في قلب دولة الإمارات العربية المتحدة النابض بالحياة، هناك تغييرات جذرية في أماكن العمل تساهم في إعادة تشكيلها و تحويلها إلى بيئات داعمة للوالدَين العاملين.

و بحسب مقال جديد بصحيفة “خليج تايمز”، فإن هذا التحول الحاصل لمصلحة الآباء و الأطفال، لا يقتصر فقط على السياسات، بل يتعلق ببناء مجتمع يزدهر فيه ولاء الموظفين ويتحسن أداء الشركات.

و كانت هيئة الطفولة المبكرة في أبوظبي أصدرت تقريرا شاملاً يشارك رؤى عشرة آلاف موظف عبر خمساً و سبعين شركة. يُبين هذا التقرير  بشكل واضح كيف أصبحت الشركات تُقدِّر الحياة الأسرية والعملية على حد سواء.

توفر أماكن العمل الصديقة للوالدين سياسات مرنة وثقافات داعمة من أجل أن تلبي احتياجات الوالدين العاملين. وتشمل هذه السياسات العمل بدوام مرن، و بيئات ترحيبية للوالدين الجدد و تقديم الدعم اللازم في حالات الطوارئ المتعلقة بالأسرة. و يُمكن لهذه الاجراءات أن تتخطى سياسات الدعم التقليدية للموظفين إلى تقديم إجازات أبوة تتجاوز القوانين المحلية.

تقدم شركات مثل نبتة هيلث في دبي مرافق مخصصة للأطفال، مثل مناطق اللعب، مما يتيح للوالدين إبقاء أطفالهم بالقرب منهم أثناء ساعات العمل. هذه المرافق تسمح للشركات بحيازة التصنيف الصديق للوالدين الذي تقدمه هيئة الطفولة المبكرة في أبو ظبي. و قد تم منح هذا التصنيف لكل من شركة نبتة هيلث و نستله الشرق الأوسط و ولينكد إن.

كما يُلاحظ التقرير أن الشركات التي تُقدم بيئة داعمة للوالدين تشهدُ دعما و ترويجا اضافيا من قبل العاملين فيها  ، مما يعزز أداءها.

يُشدِّد عمر الخان من غرفة تجارة دبي وهدى الهاشمي، نائبة وزير شؤون مجلس الوزراء للشؤون الاستراتيجية، على أهمية الممارسات المبتكرة والصديقة للأطفال في أماكن العمل .

إذ ان هذه الممارسات لا تدعم العاملين الحاليين و حسب، بل تستعد أيضًا لاحتياجات العمال المستقبليين ؛ و بذلك تضمن تحقيق توازن مستدام بين العمل والحياة العائلية.

 إنّ دمج  العمل والحياة العائلية في الإمارات العربية المتحدة يتجه اليوم إلى واقع ملموس، مما يبشر بتحسينات إضافية لحياة الموظفين والمجتمع بشكل أوسع.

الربط بأهداف التنمية المستدامة

تتماشى الجهود لخلق أماكن عمل أكثر صداقة للأطفال في الإمارات مع عدة أهداف من أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، وخاصة الهدف 3 (الصحة الجيدة والرفاه)، الهدف 5 (المساواة بين الجنسين)، والهدف 8 (العمل اللائق والنمو الاقتصادي) 

فمن خلال تعزيز التوازن بين العمل والحياة الشخصية، تعزز هذه المبادرات رفاهية الأسرة و تدعم المساواة بين الجنسين وتعزز النمو الاقتصادي المستدام؛ مما يساهم في التقدم المجتمعي الأوسع نحو هذه الأهداف العالمية

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

One thought on “بين الحياة العمليّة و الحياة الأسريّة : كيف تدعم الشركات موظفيها في دولة الإمارات؟”